الحديث السادس والثلاثون حديث الشجرة


محمد حسين ال يعقوب

- قال البخاري رحمه الله: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ". قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ". قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: "نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: "هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا". قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ". قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".

 

الحكم على الحديث

متفق عليه؛ صحيح البخاري (3606)، صحيح مسلم (1847/ 51). 

أهمية الحديث

1- أهمية لين العالم ومطاوعته للمتعلم في تعليمه وإيضاحه لآخر مدى. 

2- أهمية معرفة الشر والباطل؛ قال عمر رضي الله عنه: يضيع الإسلام حين يدخل في الإسلام من لا يعرف الجاهلية. 

3- معرفة المخرج النبوي الرشيد من الفتن بوضوح وصراحة: "اعتزل" "تعض بأصل شجرة". 

غريب الحديث

1- دَخَنٌ: الدَّخَنُ: الحقد. وقيل: الدغل. وقيل: فساد في القلب. وقيل: الدخن كل أمر مكروه. والمعنى متقارب، والدخن في الدابة: كدورة إلى سواد. إشارة إلى كدر الحال. والمراد: لا يكون خيراً بحتاً، بل يكون مشوباً بكدورة وظلمة. 

2- تعرف وتنكر: ترى فيهم ما تعرفه أنه من ديني، وترى أيضاً ما تنكر أنه من ديني، فيهم من يتمسك بالسنة والعدل، ومنهم من يدعو إلى البدعة ويعمل بالجور، منهم من يعمل بالمعروف تارة ويعمل بالمنكر أخرى، بحسب ما يقع لهم من تتبع الهوى، وتحصيل غرضهم من أمور الدنيا، لا أنهم يريدون تحري الأخرى ورعاية الدار الأخرى. وقيل: هو خبر بمعنى الطلب، والمعنى: أنكر عليهم صدور المنكر عنهم. 

3- من جلدتنا: من قومنا.

4- بأصل شجرة: بجذع. 

فوائد الحديث

1- ابتداء من هذا الحديث تبدأ الأحاديث الطوال. 

بعد أن تدربت أخي الحبيب أيها الرباني المتعلم على حفظ الأحاديث القصار نبدأ من هذا الحديث للتدريب على الحفظ عن طريق الفهم، فافهم الحديث وتابع مجراه يجري معك على لسانك من فهم عقلك وإدراك وجدانك، فلا تستطل الأحاديث، افهم وركز وتابع الحديث بفهم تحفظه بسهولة إن شاء الله. 

2- أول هذه الأحاديث هذا الحديث الجليل، وسميته حديث الشجرة لأهم قطعة فيه، وهي: "

فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ

". 

3- أولاً أخي الرباني الحبيب، عليك أن تترضى عن الصحابة، اللهم ارض عنهم أجمعين، واجزهم عنا خير الجزاء، فمن خلال هذه الأربعين حديثاً الربانية تعرفنا على معالم ديننا وطريق نجاتنا وسبب صلاحنا من خلال أسئلتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ومن خلال وصف حياته صلى الله عليه وسلم وحياتهم. 

4- هنا يأتي سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو المتخصص في أحاديث الفتن، ولذلك خصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين؛

عن حذيفة رضي الله عنه، قال: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا كَمَا قَالَهُ. قَالَ إِنَّكَ عَلَيْهِ - أَوْ عَلَيْهَا - لَجَرِيءٌ (1).

 

فهكذا كان تخصص حذيفة رضي الله عنه أنه جمع هذه الأحاديث، ويظهر ذلك بجلاء في حديث الباب. 

5- كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر. هكذا في تكامل موزون.

______________________

أخرجه البخاري (525)، ومسلم (144).

 

هناك من يسأل: من خير الناس؟ ومن يسأل: ما أحب الأعمال إلى الله؟ ومن يسأل: ما النجاة؟ ومن يسأل: هل بعد هذا الخير شر؟ هذا سؤال عن الشر؛ لأن معرفة الشر نجاة منه.

والسؤال عن الشر إنما هو سؤال عن سبل النجاة منه وتفاديه إذا وقع. 

6- إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير. اعترف بفضل الله وبنعمته وشكره والثناء عليه بنعمته. 

7- فهل بعد هذا الخير من شر؟ عدم الركون إلى الخير الذي أنت فيه والانشغال بالنعمة عن المنعم، وإنما الحذر والتوقي من زواله؛ لأن الدنيا هكذا دول والقلوب تتقلب والأحوال تتغير، فالحذر واجب، ومعرفة ما يخشى أن يكون، والعمل له قبل حصوله سبب قوي للنجاة. 

8- "خير فيه دخن". هذا هو الخطر الخطير "خير فيه دخن". لأن كونه خيراًً يحصل به التلبيس، والدخن لا يراه إلا أصحاب البصائر من أهل العلم، فخطورة "خير فيه دخن" أنه يغتر به كثير من الناس، ولذلك استفسر حذيفة رضي الله عنه. 

9- "ما دخنه؟" وهل الخير يمكن أن يدخل عليه الدخن؟ وما هذا الدخن؟ إنه سؤال حثيث نتعلم منه أن نبحث عن التفاصيل في العلم وفهم والكلام، فلا يكون الهم والحصول على مجرد إجابة. 

10- "تعرف منهم وتنكر". المطلوب معرفة السنة لتستطيع تمييز هذا الدخن في الهدي، فهؤلاء المفتونون اختلطت عندهم الأمور واهتدوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، واستنوا بسنته وغيرها، فحصل من هذا الخلط دخن نتيجة غلبان هذا الخلط، فحصل الغبش الذي لا يستطيع معه كثير من الناس بادي الرأي التمييز: هل هؤلاء على السنة أم على البدعة؟ فمعرفة السنة وتحريها يميز أهل السنة، فمن يتعلمها بحق ويتحراها يستطيع أيضاً التمييز.

 

11- "ثم شر". سبحان الملك! شر، ثم خير، ثم شر، ثم خير، ثم شر، شيء عجيب هذا التنقل العجيب السريع، وهذه سنة كونية دائمة

{وَحَسِبُوٓا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ۚ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِمَا يَعْمَلُونَ} [المائدة: 71].

فإياك أن تظن استقراراً لهذا الدنيا وأحوالها، إياك والعمى عن فتنها أو الصمم عن أهوائها، بل افتح عينيك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن؛ أسمع به وأبصر. 

12- هذا الشر في هذه المرة شر محض، شر واضح، شر جلي؛ "دعاة على أبواب جهنم".

يارب نجنا، يارب ألطف بنا، يارب عافنا، "على أبواب جهنم". إنه للعجب العجاب؛ أن يجيبهم الناس إلى جهنم، والناس يتقاذفون فيها، ودعاة النار على أبوابها يتفرجون ويدفعون الناس دفعاً. 

13- "من جلدتنا". إنها ليست حرباً، إنهم منا، ويتكلمون بلغتنا، فاحذرهم، ولا تغتر؛ ففتنتهم أشد وأذاهم أخطر. 

14- (فما تأمرني؟) إنها أوامر وليست نصائح، إنه طلب النجاة للهرب بالأمر المباشر: فما تأمرني؟ 

15- "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم".

قال صلى الله عليه وسلم: "الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ" (1).

وجماعة المسلمين أمان؛ قال صلى الله عليه وسلم: "عَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّ الذِّئْبَ يَأْكُلُ     الْقَاصِيَةَ" (2).

 

وكانت تكفي هذه الإجابة، وجزى الله سيدنا حذيفة خير الجزاء؛ فقد كان تصوره شاملاً وبصيرته نافذة، فقد سأل السؤال الذي نحن بحاجة إليه اليوم: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ الجماعة المقصودة هم جماعة المسلمين كلهم والإمام هو الخليفة الممكن الذي له السمع والطاعة، وهذا هو المفقود اليوم فما النجاة؟

______________________

أخرجه البخاري (2957)، ومسلم (1841).

أخرجه أحمد (21710). وقال الأرنؤوط: إسناده حسن.

 

16- "فاعتزل تلك الفرق كلها". علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه بعد فقدان الإمام فلا بد من تفرق واختلاف ووجود جماعات وفرق، ونصح هنا إن لم تجد الإمام الشرعي الممكن الذي اجتمعت له كلمة المسلمين ودان له الجميع بالسمع والولاء والطاعة فدعك من كل الغثاء واترك كل الدعاوي، وهذا هو المطلب الأهم في الحديث: "فاعتزل تلك الفرق كلها". لا تنافس لها، ولا تقاتل من أجلها، ولا توال وتعاد على راياتها، بل اعتزل وخذ بحظك من الغربة، واذهب بعيداً لتظل على أصول الإسلام الثابتة، لا تغير ولا تبدل، وعض عليها بنواجذك، لا يجذبك شيء بعيداً عن هذه الأصول. 

17- "أن تعض بأصل شجرة". وهنا الوقفة الجادة.

أن تعتزل: تلك أولاً، "أن تعض بأصل شجرة". هذه هي أصل شجرة؛ أن تعتزل الناس وتذهب بعيداً حيث لا ترى أحداً ولا يراك أحد، فتلزم ظل شجرة نائبة وتعض وتستمسك بجذع هذه الشجرة فلا تفارقها حتى تموت، فلا ترى الفتن ولا تراك. 

أصل الشجرة: هل هو المقصود بالعض الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر؛ عن العرباض بن سارية، قال: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ" (1). فهل هذه الشجرة المقصودة؟ يعني سنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده؟

______________________

أخرجه أحمد (17142). وقال الأرنؤوط: صحيح.

 

أصل الشجرة: هل المقصود به شجرة الإسلام والإيمان، والعض على أصل الإيمان؛ أركان الإيمان وأركان الإسلام؟ هل المقصود إقامتها والتمسك بها والدعوة إليها وعدم الخوض مع الخائضين في الفتن والمحدثات، وترك الحديث والخلاف في الفروع والمحدثات، بل التمسك بالأصول الواضحات؟ 

أصل شجرة: هل المقصود به الكلمة الطيبة بمعانيها الكثيرة التي منها إلا منها لا إله إلا الله؟

{تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِۦ شَيْـًٔا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا ٱشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].

أصل شجرة: الاستمساك والعض على الأصول. 

- {فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256].

- {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلْأُمُورِ} [لقمان: 22].

- {فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِىٓ أُوحِىَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ} [الزخرف: 43].

- هل العض هو المقصود بالاستمساك، والاستمساك بهذا كله هو الشجرة بأصولها وفروعها؟

والقول، والله أعلم، أن المقصود كل ذلك؛ فاستمسك. 

والنصيحة التي هي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ". 

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه

والاستمساك به والثبات عليه حتى نلقاك

اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكناً بالإسلام حتى نلقاك به

 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الحديث السادس والثلاثون حديث الشجرة

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day