الديانة الجينية تنقض الوهم الإلحادي المتخلف والقائل بمركزية الأديان في الشرق الأوسط


دكتور / هيثم طلعت علي سرور

 

 

يدعي الملاحدة أن الأديان تتمركز في الشرق الأوسط وأن أفكارا كفكرة آدم وحواء لم تخرج خارج نطاق الشرق الأوسط  والآن دعونا نُلقي نظرة بسيطة على ديانة من ديانات الهند القديمة تُدعى الديانة الجينية ونُسلط الضوء على نقطة بسيطة فيها   يقول الدكتور أحمد شلبي في كتابه أديان الهند الكبرى م4/123:- ( يعيش الرهبان الجينيون عراة لأن الجينية تقول :ما دام المرء يرى في العري ما نراه نحن فإنه لا ينال النجاة ما دام يتذكر العار . فقد كان آدم وحواء يعيشان عاريين تماما وبطُهر كامل لا يعرفان هَما ولا غما حتى أراد عدوهما الشيطان أن يحرمهما مما كانا فيه من البهجة والسرور والسعادة .. فعندها أكلا من الشجرة وخرجا من الجنة بدأ عندهما تصور الإثم ومنه تولد الشعور بالحياء  . وبالتالي فلا يشعر بالحياء من العري إلا من يتصور الإثم ..)!!!!!!!! أتباع الديانة الجينية نفر قليل جدا في الهند يزيد عددهم على المليون بقليل يقولون بما تقول به ديانات الشرق الأوسط إذا جاز التعبير ويقولون بأن الروح تخلد خلودا طبيعيا وتخضع للثواب والعقاب  ولنُلقي مزيدا من الضوء على باقي الديانات :-

1- البراهمه وهم رجال الدين في الهندوسية سُموا بذلك نسبة إلى إبراهيم النبي ( فمن أخبرهم بأنه نبي مع البعد الجغرافي الرهيب !!!) ألم يكن أنبياء هم الذين أخبروهم بعظمة ذلك النبي حتى تسموا بإسمه تشريفا ؟؟؟؟ هذا هو السبب الأصلي في التسمية لكنهم يضيفون سببا آخر لهذا الإسم نسبة إلى أقنوم من أقانيمهم يُدعى براهما .

2- أيوب أرسله الله إلى الروم .

3- هود ارسله الله إلى قوم عاد في جنوب جزيرة العرب !!!!

4-يحيى يؤمن به الصابئه الذين يقدسون الكواكب ويعتبرونه نبي

5-يونس أرسله الله إلى أهل العراق

6-صالح أرسله الله إلى قوم ثمود

وصدق الله العظيم ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ )

24  سورة فاطر

  فقد أرسل الله رسلا وانبياءا تترى إلى جميع الأمم والشعوب أصولهم واحدة ويختلفون في التشريعات بإختلاف الأمم والبلاد

(  لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )  

48سورة المائدة

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعدد الأنبياء والمرسلين ففي مسند الإمام أحمد عن ‏أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، كم المرسلون ؟ قال : ثلاثمائة وبضعة عشر ‏‏، جما غفيرا . ‏

وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر : قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ‏ألف ، وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا "‏

والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح .

لكن المُلاحَظ عند الملاحدة أنهم عندما يجدون أن التاريخ الأثري لم يذكر مثلا قصة خروج موسى يقولون إذن هذه القصه وهمية .... وفي المقابل أنهم عندما يجدون أن التاريخ الأثري يذكر قصة الطوفان مثلا يقولون إذن هذه من الأساطير !!!! أليس هذا من المكر في قلب الحقائق!! لماذا لا يعتبِر الملاحدة  الكتب الدينيه مصدر حتى تاريخي ؟ ألم تُكتب هذه الكتب وقت وقوع الحوادث وفي بلدان الحوادث فكيف لم ينكر الناس وقتها على الكتبة إذا كانت هذه الحوادث فعلا لم تقع ؟؟

بل لقد أثبت علماء الآثار مؤخرا أنه تم اكتشاف موروثات عند الهنود الحمر وسكان أمريكا الشماليه الأصليين تشبه في كثير من مراسيمها أصحاب الديانات السماويه خاصة فيما يتعلق بالعقاب والجزاء بل والمفاجأة الأكبر أن ديانات السكان الأصليين لهذه القارة قد حدا بالباحثين الدينيين المعاصرين إلى القول بأن هذا التشابه الشديد في التصوير الديني فيه حجه على ضرورة التدين مفسرين هذه الظاهره بأن العقيدة الدينيه بديهه مركبه في طبيعة البشر ولولا ذلك ما أجمعوا على التدين متفرقين في أنحاء الأرض على اختلاف الأزمان وتفاوت الحضارات وتباعد الثقافات وطبقات التفكير.

 بل وقالوا أن الله يوحي للإنسان بهدايته وأن الناس متشابهون في التعقل وطلب الهداية.

ومنهم من قال بأن الإنسان يهتدي إلى الله بوحي وبغير وحي وإن كان الوحي أهدى وأفضل وقد ذهب البعض إلى أن العبادات جميعا وحي من الله ولكنه وحي قديم شابته الخرافات من فعل السحرة والكهان فانحرفت الامم البدائيه في جهالاتها فكان الله يرسل بالرسل لتنقية هذه العقائد من الإنحرافات هكذا قال الباحثون في أديان الشعوب أنفسهم ... لقد لاحظوا تشابها في الأصول لكن لاحظوا أيضا تلاعبا في النصوص المقدسة من قِبل الكهان والسحرة ليفتنوا الناس عند عبادة الله إلى عبادة العباد وليس أدل على ذلك من عباد الأصنام في الجزيرة العربيه على تعدد الأصنام بالمئات ومع ذلك نجِد أنهم كانوا يُقرون أنه فعلا يوجد إله واحد خالق لكن هم يتخذون هذه الأصنام زلفى وقربى إليه ودليله على ذلك من القرآن نفسه الذي نزل مخاطبا عباد الأصنام والأوثان قائلا على لسان عباد الأصنام أنفسهم

{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }

(3) سورة الزمر .

  فقد أقر عباد الأصنام بأنهم في الأصل لا يعبدون الأصنام وإنما يعبدون الله ولذلك رد الله عليهم وقال

{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}

(57) سورة الإسراء

  فأصنامهم أنفسها كانت لرجال صالحين يخافون الله ....!!!!!!

 

 

 

 

 

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ الديانة الجينية تنقض الوهم الإلحادي المتخلف والقائل بمركزية الأديان في الشرق الأوسط

  • المجامع النصرانية

    فريق عمل الموقع

    تبين أن تلك المجامع هي التي كوَّنت الديانة النصرانية، ووضعت أهم أسسها، وهي التي حاربت التوحيد عن طريق قراراتها،

    03/02/2010 1108
  • دراسات مقارنة بين أديان الهند

    فريق عمل الموقع

    إن أديان الهند تسير في فلك واحد، وإن الهندوسية هي الدين الأم، وتشعب منها الأديان الأخرى، ثم تعود إليها غالبا في

    21/03/2010 4819
  • عقيدة النصارى

    فريق عمل الموقع

    المسيح عليه السلام جاء بالديانة بيضاء نقية توحيدا خالصا، ومنهجا ربانيا واضحا، كما تقدم بيانه أول الكلام على

    25/01/2010 5043
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day