قدرة الله عز وجل

قدرة الله عز وجل


د. عبدالله بن محمد آل يحيى الغامدي

القدرة صفة من صفات الله الثابتة له عز وجل، وهي القدرة التامة الكاملة على ما سيأتي بيانه.

ومن أسمائه تبارك وتعالى: القدير، والقادر، والمقتدر.

وجميع هذه الأسماء وردت في القرآن، وأكثرها ورودًا القدير ثم القادر ثم المقتدر،

قال تعالى:

{وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

[البقرة: 284].

وقال تعالى:

{إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}

[فاطر: 44].

وقال تعالى:

{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}

[الأنعام: 65].

وقال تعالى:

{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)} 

[الكهف: 45].

وجميعها تدلُّ على ثبوت القدرة صفة لله، وأنه سبحانه كامل القدرة؛ فبقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دَبَّرها، وبقدرته سوَّاها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئًا قاله له: كن، فيكون.

وبقدرته يقلِّب القلوب ويصرِّفها على ما يشاء ويريد، ويهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويجعل المؤمن مؤمنًا، والكافر كافرًا، والبرَّ بَرًّا، والفاجر فاجرًا.

ولكمال قدرته لا يحيط أحدٌ بشيء من علمه إلا بما شاء أن يُعلِّمه إياه، ولكمال قدرته خلق السماوات، والأرض، وما بينهما في ستة أيام وما مسه من لغوب، لا يعجزه أحدٌ من خلقه ولا يفوته، بل هو في قبضته أين كان، الذي سلمتْ قدرته من اللغوب والتعب والإعياء والعجز عما يريد.

ولكمال قدرته كلُّ شيء طوْع أمره وتحت تدبيره، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن ([1]).

المراجع

  1.  البدر، «فقه الأسماء الحسنى»، د. ط، ص 217.

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ قدرة الله عز وجل

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day