جزاء من ترك شيئًا لله


حماد بن محمد العروان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 فقد رُوي عنه -ﷺ- أنه قال : «مَن تَرَكَ شَيئًا لِله عَوَّضَهُ اللهُ خَيرًا مِنه».

وهذا الحديث ضعيف لم يثبت عن النبي -ﷺ- بهذا اللفظ، وإن كان مشهورًا عند كثير من الناس، وقد ثبت بلفظ آخر من حديث أبي قتادة وأبي الدهماء قالا: أتينا على رجلٍ من أهل البادية وقلنا: هل سمعت من رسول الله -ﷺ- شيئًا، قال: سمعته يقول: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلهِ عز وجل إِلاَّ بَدَّلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ».

رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال محققوه: إسناده صحيح، وقال الألباني: وسنده صحيح على شرط مسلم.

وهذا الحديث العظيم قد اشتمل على ثلاث جمل.

الأولى قوله: «لَنْ تَدَعَ شَيْئًا»، وهذا لفظ عام يشمل كل شيء يتركه الإِنسان ابتغاء وجه الله تعالى.

الثانية: قوله: «لِلهِ عز وجل»، هذه الجملة بيَّن فيها النبي -ﷺ- أن الترك لا بد أن يكون ابتغاء مرضاة الله، لا خوفًا من سلطان، أو حياء من إنسان، أو عدم القدرة على التمكن منه، أو غير ذلك.

الثالثة: قوله -ﷺ-: «أَبْدَلَهُ اللهُ خَيرًا مِنْهُ»، هذه الجملة فيها بيان للجزاء الذي يناله من قام بذلك الشرط، وهو تعويض الله للتارك خيرًا وأفضل مما ترك، والعوض من الله قد يكون من جنس المتروك، أو من غير جنسه، ومنه الأنس بالله عز وجل ومحبته وطمأنينة القلب وانشراح الصدر، ويكون في الدنيا والآخرة، كما علَّمَ الله المؤمن أن يدعو: ﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً﴾

قال قتادة السدوسي -رحمه الله -:

لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة الله عز وجل، إلا أبدله في عاجل الدنيا قبل الآخرة .

والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ جزاء من ترك شيئًا لله

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day