حظك منه. .


عبد الله بن مشبب بن مسفر القحطاني

والمؤمن يقدس نفسه بفعل الطاعات، والبعد عن الذنوب والمعاصي، وإزالة ما يعلق بالقلوب من الران، والابتعاد عن أكل المال الحرام بتطهير المال من الشبهات، وهذا الذي امتدحه الله جل وعلا بقوله:

{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّٰهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّٰهَا}

[الشمس: 9-10]

وقد بين الله عز وجل لموسى عليه السلام من إرساله لفرعون، وهي: أن يزكي نفسه بتقديس الله سبحانه وتعالى:

{ ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ}

[النازعات: 17-19].

ولذلك؛ لا فلاح إلا بهذه التزكية الإيمانية،

{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ}

[الأعلى: 14-15]

بل وينزع التقديس عن الأمة الظالمة.

صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: 

"إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه من القوي"

[حديث صحيح. وراه البيهقي في السنن الكبرى]

وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:

"كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟".

ولما كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي رضي الله عنهما ليهاجر من العراق إلى الأرض المقدسة؛ رد عليه سلمان ببلاعة توضح مفهوم القداسة؛ فقال: "إن الأرض لا تقدس أحداً! وإنما يقدس الإنسان عمله"

سبحان من هو لا يـزال ورزقــه      للعالميــن بـــه عليــه ضمــان

سبحان من يعطي المُنَى بخواطر      في النفس لم ينطق بهن لسان

اللهم إنا نسألك يا سبوح. . يا قدوس! أن تطهرنا، وأن تغفر لنا وترحمنا؛ يا أرحم الراحمين!

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ حظك منه. .

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day