الذباب يواصل إثارة الدهشة
إن عقل الذبابة يقوم بحسابات شديدة التعقيد في وقت قصير جدًّا؛ لتحديد أين يكمن الخطر، وبالضبط كيف تتخذ أسلوب الطيران مع الدوران المائل لأفضل هروب، أو القيام بحركة مختلفة إذا كان التهديد يأتي من أحد الجوانب، أو مباشرة من الأمام أو من الخلف".
"كيف يمكن لمثل هذا الدماغ الصغير توليد سلوكيات عديدة مدهشة؟ ذبابة حجم دماغها في حجم ذرة الملح تمتلك ذخيرة سلوكية تقريبًا في مثل تعقيد حيوان أكبر منها بكثير مثل الفأر. من منظور هندسي، هذا إشكال مُثيرٌ للاهتمام للغاية". مايكل ديكنسون (Michael Dickinson) أستاذ علم الأحياء بجامعة واشنطن.
"خلايا عصبية تزن واحدًا من الألف من الجرام معبأة في مساحة حجمها ملليمتر مكعب: هذا يلخص - إلى حد كبير - دماغ الذبابة، هذا على أي حال ما يظهر لنا على السطح. ومع ذلك الصغر، فهو عضو رائع. ففي أجزاء من الثانية، يترجم المعلومات البصرية إلى أوامر توجيهية؛ مما يُمكِّن الذبابة من أداء ألعاب بهلوانية جوية". ألكسندر بورست (Alexander Borst)، أخصائي علم الأعصاب.
"هذا الذباب (أي ذباب الفاكهة) عادةً ما يرفرف بجناحيه نحو 200 مرة في الثانية الواحدة، وفي كل ضربة من أي جناح، يمكنه إعادة توجيه جسمه لتوليد قوة بعيدًا عن الإشارة المنبه للخطر؛ ومن ثم يواصل التسارع". فلوريان موجيريس (Florian Muijres)
ذبابة الفاكهة تتفوق على الطائرات المقاتلة
أظهرت البحوث قدرة الذباب على تغيير مساره في الجو في أقل من 1/100 من الثانية، أي أسرع بخمسين مرة من غمضة العين
"الحشرات متنوعة تنوعًا مذهلًا فيما يتعلق بمورفولوجيا (شكل) الطيران وسلوكياته، والتي بدورها تمثل تحديًا حقيقيًّا للباحثين الذين يريدون فهم كيفية طيران الحشرات. وعلى وجه الخصوص، مناورات الطيران المثيرة للإعجاب التي يقوم بها الذباب؛ مثل الذباب الأزرق (blowflies)، وذباب المنزل (fruit flies)، والتي ألهمت العلماء لسنوات عديدة. فقدرة الذبابة على التسارع، والقيام بانعطافات ضيقة، والتفافات، وانحدارات؛ مما يسمح لهذا المخلوق بالهبوط على السقف بالمقلوب، لا تُضاهى مع أي كائن حي آخر، فضلًا عن أي طائرة من صنع الإنسان. الجميع يعلم مدى صعوبة قتل الذبابة باليد العارية؛ فالذبابة تمتلك قدرة رائعة على الإقلاع السريع والتحرك بدقة بعيدًا عن أي تهديد يقترب منها". كيف تعمل عضلات القيادة في الحشرات، أندرس هيدنستروم (Anders Hedenstrom)، عالم الأحياء بجامعة لوند.
