اليوم مقارنة بالماضي


هيا محمد عيد

المقال مترجم الى : English

• حدث في الغرب صدعٌ جذريٌّ في العلاقة بين العلم والدين بعد نشر تشارلز داروين ((Charles Darwin، مؤسس نظرية التطور، لكتابه "في أصل الأنواع عن طريق الانتقاء الطبيعي" (On the Origin of Species by Means of Natural Selection ) عام 1859، زعم فيه بأن جميع أشكال الحياة هي نتاج قوى طبيعية غير موجهة على الإطلاق – فقط عامل الزمن + عامل الصدفة + عملية أطلق عليها داروين " الانتخاب الطبيعي والطفرات العشوائية" Natural Selection and Random Mutations)). 

• وفقًا لتشارلز داروين، يفسر الانتقاء الطبيعي وجود تصميم بلا مصمم، ونظام دون عقل منظم ومدبر، حتى أصبح الانتقاء الطبيعي بديلًا عن الإله؛ استطاعت من خلاله قوى طبيعية عشوائية غير موجهة إنتاج كل هذا التنوع والتعقيد في أشكال الحياة بالصدفة الكاملة. وعلى هذا الأساس وبناء على هذه النظرية، تم استبعاد فكرة وجود مصمم ذكي لعمارة وهندسة الكون لكونها أمر غير ضروري أو مستحيل. 

• أحدثت نظرية التطور لداروين تأثيرًا عميقًا، وغيرت بشكل جذري ليس فقط العلم، بل نظرة الكثير من الشعوب الغربية إلى أنفسهم، وعالمهم الذي يعيشون فيه ودورهم فيه. 

• في العقود التي أعقبت نشر كتاب تشارلز داروين (أصل الأنواع)، تم إقصاء الله تقريبًا من المقالات والكتب المدرسية العلمية، وأصبح نطاق العلوم مقصورًا على البحث عن تفسيرات طبيعية لجميع الظواهر الكونية. وبهذا النهج، أصبح الواقع مقصورًا على المادة وحدها، وحلت الطبيعة محل الإله، كما حلت قوانين الطبيعة محل إرادة الإله، وحلت آليات التطور محل عملية الخلق والإبداع باعتبار فرضية التطور التفسير الأكثر قبولا للأصل البشري. وهذا بالتالي نفى أي منزلة خاصة للإنسان بين سائر المخلوقات، أو تكاليف إلهية من أوامر ونواهٍ وحلال وحرام ائتمن الانسان على الالتزام بها (يترتب على الوفاء بها الثواب، وعلى الإخلال بها العقاب).

• اليوم يرفض العديد من العلماء الغربيين الاعتراف بالله خالقًا، وينسبون الإبداع الرائع والمعقَّد الذي يسود الكون إلى القوانين الفيزيائية فقط، مثل قانون الجاذبية الأرضية. فقد صرح ستيفن هوكينج (Stephen Hawking)، أحد العلماء البارزين في مجال الفيزياء النظرية وعلم الكون، أنه "طالما يوجد قانون مثل الجاذبية، فالكون يمكنه وسيظل قادرًا على خلق نفسه من العدم. الخلق التلقائي هو السبب وراء وجود شيء ما بدلًا من عدم وجود أي شيء، ووجود الكون ووجودنا نحن". وأضاف يقول: "ليست هناك ضرورة لوجود خالق لإطلاق الشرارة وخلق الكون".

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ اليوم مقارنة بالماضي

معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day