أصل التوحيد

أصل التوحيد


الشيخ / محمد بن إبراهيم التويجري


التوحيد الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم هو معرفة الله بأسمائه و صفاته و أفعاله ، و توحيده بذلك ، و إفراده بالعبادة التى شرعها بواسطة رسله.

فالله خالق كل شئ ، و بيده أمر كل شئ ، و له ملك كل شئ ، و عنده خزائن كل شئ . خلق الكائنات و حركاتها .. و خلق العباد و أفعالهم .. و خلق الثواب و العقاب .

فهو الذي وفق العبد للإيمان و العمل ثم أثابه عليه ، و وفقه للتوبة ثم قبلها منه ، و وفقه للدعاء ثم أجابه :

"يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ "

(الحجرات / 17 )

و ما شاء الله كان و مالم يشأ لم يكون أبدا ، ولا يكون شئ في ملكه إلا بإذنه و مشيئته و علمه  . و الله وحده تفرد بالخلق و الأمر ، و الملك  و السلطان ، و الهداية و الإضلال ، و الإنعام و الإحسان  ، و الأسماء الحسنى و الصفات العلى ، و المثل الأعلى :

" وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ "

(البقرة / 163)

و جميع أفعال الله  و أحكامه وقعت منه سبحانه على وجه الحكمة و العدل و الرحمة و الإحسان فهو الهادي الذي يهدي من يشاء بفضله ، و يضل من يشاء بعدله ، و هو أعلم حيث يجعل رسالته و هدايته :

"وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  "

(النحل / 93)

و الله عز و جل رؤوف بالعباد ، يهدي إليه من جاهد للوصول إليه ، و لم يطرد عن بابه و لم يبعد عن جنابه من يليق به التقريب و الهدى و الإكرام  :

"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "

(العنبكوت / 69 )

و إنما طرد من لا يليق به إلا الطرد و الإبعاد و الإهانة بعد قيام الحجة عليه ببيان الحق له ، و ترغيبه فيه ، و تحذيره من الباطل ، و ترك بعد ذلك الاختيار له :

"قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى"

(طه / 123 : 126)

السابق التالى

مقالات مرتبطة بـ أصل التوحيد

  • كتب مهمة في التوحيد

    فريق عمل الموقع

    السؤال: في هذه الأيام يكثر وقت الفراغ، ويُستغل هذا الفراغ بالقراءة، ونود منك أن تنصح بكتاب في العقيدة نقرؤه في

    28/10/2012 4329
  • قسم العقيدة السؤال الرابع

    يزن الغانم

    س: أذكر كلمة التوحيد وما معناها؟ ج- كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ومعناها: لا معبود حقٌّ إلَّا

    17/10/2021 911
  • حقيقة التوحيد

    محمد بن إبراهيم التويجري

    حقيقة التوحيد و لبابه أن يرى الإنسان ربه ملك الملوك يخلق و يرزق ، و يعطي و يمنع ، و يأمر و ينهي ، و يفعل ما يشاء

    17/01/2018 7134
معرفة الله | علم وعَملIt's a beautiful day